Assalamualaikum Wr. Wb
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون
قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة قال فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام الصلاة فصلى ثم خطب فقال " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى آخر الآية وقرأ الآية التي في الحشر " ولتنظر نفس ما قدمت لغد " تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره - حتى قال ولو بشق تمرة" قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " انفرد بإخراجه مسلم من حديث شعبه بإسناده مثله . فقوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " أمر بتقواه وهو يشمل فعل ما به أمر وترك ما عنه زجر . وقوله تعالى " ولتنظر نفس ما قدمت لغد " أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم " واتقوا الله " تأكيد ثان " إن الله خبير بما تعملون " أي اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير .
" ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ "
قال الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ. أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه
( وماأمر الساعة إلا كلمح البصر)
واتقوا الله : كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين
(ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
ولنقف اليوم مع : ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ ، الغد هو المستقبل الذي نخطط من أجله. ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا ؟ يكون الجواب : من أجل تأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!! كلنا يعرف الجواب ! ولااعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياتة الدنيا، ولكن أليس مستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل ؟! كم نمضي من أعمارنا من سنوات على مقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل ؟ وكم نمضي في العمل والوظيفة من أجل جمع المال للمستقبل ؟ ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياة الآخرة التي هي أطول وأبقى؟ وهي الحياة الحقيقية ؟ أما تستحق منا أن نخطط لها وأن نبدأ في التحضير لها من الآن ؟ أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال ؟ فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لايأتي وينسى مستقبله الآتي لامحالة !
تجد من الناس من نذر نفسه للوظيفة مخلصاً في عمله مجتهداً بكل ماأوتي من قوة يسابق الطير في بكورها ولايخرج إلا متأخراً يعمل بلا كلل ولاملل يشار إليه بالبنان في الجد والإجتهاد ويضرب به المثل في الدوام والإنضباط ولكن إذا بحثت عنه في المسجد لم تجده ! وإذا فتشت عنه بين الصائمين لم تعثر له على أثر ! وإن تحسسته في الصدقة وأعمال الخير من كفالة يتيم أو نصرة مجاهد أو رعاية محتاج أو إيواء مسكين أو إطعام جائع أو كسوة عار لم تجد له فيها سهماً ولادرهما ولاديناراً.
نعوذ بالله من الخسران ومن الذل والهوان.
ولنعد إلى الآية الكريمة ونتأمل لفظ ولتنظر : إن النظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيط والتخطيط يقود إلى العمل والمقصود بالعمل هنا العمل من أجل الآخرة والآخرة خير وأبقى كما أخبر ربنا تبارك وتعالى... فياأختي في الله هل امتثلنا لأمر ربنا وهو العالم بما يصلح حالنا ومآلنا ؟ وهل وقفنا مع أنفسنا وقفة تأمل في لحظة محاسبة وتفكرنا في أعمالنا كم منها نعمله من أجل الآخرة ؟ وهل بإمكاننا أن نقدم أكثر وأكثر؟ هل تفكرنا في أعمال الخير ووضعنا لنا برنامجاً بحيث نضرب في كل مجال منها بسهم. كم قدمنا لآخرتنا من قيام الليل ؟ وكم قدمنا من قراءة القرآن - كنز الحسنات - كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ؟ كم قدمنا من الصدقات ؟ كم قدمنا من الصيام ؟ من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. كم حجينا وكم اعتمرنا ؟ كم ذكرنا الله ؟ كم هللنا وسبحنا الله وحمدناه وكبرناه في اليوم والليلة ؟ وكم وكم من أبواب الخير وأعمال الآخرة التي كلها سهلة وميسورة وفي متناول الفقير قبل الغني والوضيع قبل الوزير ؟ولكن أين المشمرون؟ أين طلاب الآخرة؟
فاليقظة اليقظة ياعبدالله !! لايأتيك الموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل غافلٌ عن الآخرة والآعمال الصالحة .. حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر علمنا ولامبلغ علمنا ولاإلى النار مصيرنا، اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا واصلح أحوالنا واهدنا إلى صراطك المستقيم
يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (20) ) الحشر
في هذه الآية الكريمة حث على تقوى الله في الجملة ، واقترنت بالحث على النظر والتأمل فيما قدمت كل نفس لغد ، وتكرر الأمر فيها بتقوى الله ، مما يدل على شدة الاهتمام والعناية بتقوى الله
وقيل إذا ما نظر العبد في الماضي وحاسب نفسه ، وعلم ما كان من تقصير أو وقوع في محظور ، جاءه الأمر الثاني بتقوى الله لما يستقبل من عمل جديد ومراقبة الله تعالى عليه فلا يكون هناك تكرار
والتقوى دائما هي الدافع على كل خير ، الرادع عن كل شر
وقد بينت آيات عديدة آثار التقوى في العاجل والآجل .
منها في العاجل
قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
وقوله ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
وقوله ( واتقوا الله ويعلمكم الله )
وقوله ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )
أما في الآجل وفي الآخرة
فإنها تصحب صاحبها ابتداء إلى أبواب الجنة كما في قوله تعالى ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) فإذا ما دخلوها آخت بينهم وجددت روابطهم فيما بينهم وآنستهم من كل خوف ، كما في قوله تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ) إلى قوله ( لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون )
إلى أن تنتهي بهم إلى أعلى عليين ، وتحلهم مقعد صدق ، كما في قوله تعالى ( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
فتقوى الله خير الزاد ذخرا
وعند الله للأتقى مزيد
قوله - عز وجل - ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين صدقوا الله ووحدوه ، اتقوا الله بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه، لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال، عملا صالحا ينجيه أم سيئا يوبقه
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) أمر بتقواه ، وهي تشمل فعل ما به أمر ، وترك ما عنه زجر
( ما قدمت لغد ) يعني ليوم القيامة، وتنكير غد للتعظيم والتهويل
ويكون التعبير عن يوم القيامة بغد لقرب مجيئه وتحقق وقوعه كقوله تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) وقوله ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير )
وقال الحسن وقتادة : قرب الساعة حتى جعلها كغد . ولا شك أن كل آت قريب ; والموت لا محالة آت . ومعنى ما قدمت يعني من خير أو شر .
قال ابن زيد : قول الله - عز وجل - ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) - يعني يوم القيامة - الخير والشر . قال : والأمس في الدنيا ، وغد في الآخرة ، وقرأ ( كأن لم تغن بالأمس ) قال : كأن لم تكن في الدنيا .
وقوله تعالى : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) أي : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم
وتنكير نفس يفيد العموم أي لتنظر كل نفس
قوله تعالى ( واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
( واتقوا الله ) أعاد هذا تكريرا. وقيل : التقوى الأولى التوبة فيما مضى من الذنوب ، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل .
ويجوز أن يكون ( اتقوا الله ) المذكور أولا مرادا به التقوى بمعنى الخوف من الله وهي الباعثة على العمل ولذلك أردف بقوله ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
ويكون ( اتقوا الله ) المذكور ثانيا مرادا به الدوام على التقوى الأولى ، أي ودوموا على التقوى كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله )
ولذلك أردف بقوله ( إن الله خبير بما تعملون ) أي بمقدار اجتهادكم في التقوى ، وأردف بقوله ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) أي أهملوا التقوى بعد أن تقلدوها .
قوله تعالى ( إن الله خبير بما تعملون ) قال سعيد بن جبير : أي بما يكون منكم .
أي : بالمقاصد في الأعمال وبالظواهر والبواطن ، وعلم بأعمالكم خيرها وشرها ، لا يخفى عليه منها شيء ، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير، وهو مجازيكم على جميعها .
( ولا تكونوا كالذين نسوا الله ) تركوا أمر الله و نسوا ذكره ( فأنساهم أنفسهم ) [ أي حظوظ أنفسهم ] حتى لم يقدموا لها خيرا، فأنساهم العمل لمصالح أنفسهم التي تنفعهم في معادهم ، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من العذاب ، ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه ، فإن الجزاء من جنس العمل
( أولئك هم الفاسقون ) أي : الخارجون عن طاعة الله ، الهالكون يوم القيامة ، الخاسرون يوم معادهم ، كما قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) [ المنافقون : 9 ] .
قوله تعالى ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) أي في الفضل والرتبة والمنزلة والمصير
فلا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله يوم القيامة ، كما قال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) [ الجاثية : 21 ] ، وقال ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء ) الآية [ غافر : 58 ] . قال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) [ ص : 28 ]
قوله تعالى ( أصحاب الجنة هم الفائزون ) أي المقربون المكرمون . وقيل : الناجون من النار ، السالمون من عذاب الله عز وجل .
MASA DEPAN:
يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (20) ) الحشر
Allah berfirman: "Hai orang-orang percaya, takutlah kalian kepada Allah dan Supaya terlihat sesuatu apa yang sudah sama seperti besok, dan bertakwalah kepada Allah, sebab Allah Maha Mengetahui apa yang kamu kerjakan (18) dan tidak menjadi seperti mereka yang lupa kepada Allah menyebabkan mereka melupakan jiwa mereka (19) Tidak sama adalah pemilik kebakaran (neraka) dan pemilik surga adalah pemenang (20 )". ِAl-Hashr 18-20.
Kajian:
ولتنظر نفس ما قدمت لغد
1. Memandangan pelajaran hikmah dari sesuatu yang sudah untuk dijadikan peningkatan kebaikan selanjutnya.
2. Jangan menyiakan kesempatan detik ini.
3. Kehati-hatian, mempersiapkan, membekali, mengisi, menanam dan lainnya kepada jiwa kita, baik dalam niat, berpikir, bersikap, merasa, melangkah, berbuat, bergerak, diam, dan persambungan tubuh lainnya untuk yang akan datang.
4. Menghindari dan berusaha mencari jalan kebaikan agar ketika lupa/keliru ada jalan keluar pemecahannya.
5. Menyikapi dua sisi berlawanan berbeda dijadikan untuk ibadah bila manapun salah satu dari keduanya yang tiba pada kita.
6. Tetap dalam kebaikan, meningkatkan kesempurnaan, memperbaiki kekurangan, mengganti kesalahan, menahan godaan, melawan rintangan, meluruskan dari pembelotan, mencegah kemunkaran, berbalik arah ke kebaikan dari kesesatan.
7. Selalunya tidak terlepas ketergantungan kepada Yang Maha dalam Segalanya (Alloh SWT).
8. Dan yang lainnya demi masa depan untuk kebaikan dan kebahagian meraih karunia dan keridhoan Alloh SWT.
Semoga masa depan kita dunia akhirat ada dalam kebaikan dan tercapai kebahagiaan dalam keridoan Alloh SWT.
Wassalamalaikum Wr. Wb